لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
كلمة في الهيئة
5827 مشاهدة print word pdf
line-top
حقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ والبر كل ما أمر الله به، والتقوى كل ما نهى الله عنه، وقد تكون التقوى عامة لجميع أنواع البر، والبر عام لجميع أنواع الشرائع؛ ولذلك قال الله تعالى: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ هذا أمر العقيدة وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ هذا حق المال.
وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ وجعل هذه الخصال كلها من البر، وجعلها كلها من التقوى، والتعاون عليها يكون بتذكير الناس بها وبأمرهم بها وبإنذار من تخلف أو تأخر عن شيء منها فكل ذلك داخل في البر وداخل في التقوى.
والتعاون على ذلك لا بد أن يكون مساعدة البعض لإخوانه أن يساعد المسلم إخوته على ذلك ويدلهم على خير ما يعلمه لهم، ويحذرهم من شر ما يعلمه لهم، وذلك أيضا هو حقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي وصف الله تعالى به الأمة في قوله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وفسر المعروف بأنه ما أمر الله به، والمنكر بأنه ما نهى الله عنه وسمي المعروف بذلك لأن النفوس السليمة تعرفه وتشهد بحسنه، وسمي المنكر منكرا لأن النفوس السليمة تنكره وتشهد بقبحه بأن الله ما أمر بشيء فقال العقل: ليته نهى عليه، ولا نهى عن شيء فقال العقل السليم: ليته أمر به.
وإذا وجد من بعض الناس من يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف، أو يستحسن المنكر ويستقبح المعروف فذلك لانتكاس فطرته ولتغير قلبه إما أن الله أعمى بصيرته، وإما أنه لما أصر على المعاصي والمحرمات كان من آثار ذلك أن رأى المعروف منكرا والمنكر معروفا والسنة بدعة والبدعة سنة وتربى على ذلك وألفه وإلا فالأصل أن كل ما أمر الله به فإنه مما تستحسنه العقول وتستحليه وتشهد بحسنه، وكل ما نهى الله عنه فإنه مما تستقبحه العقول وتنفر منه وتشهد بقبحه.
ولو كانت بعض النفوس تحب بعض المعاصي وتألفها وتستثقل بعض الطاعات فإن ذلك دليل على مرض تلك القلوب فإن القلوب تمرض كما تمرض الأبدان وسبب مرضها الشك والنفاق والشهوات المحرمة والإقبال على المعاصي وأشباه ذلك.
كذلك لا شك أن النفوس المستقيمة النفوس السليمة والقلوب والفطر المستقيمة هي التي ترتاح لمعرفة الحق ومعرفة دلالته ومعرفة آثاره ثم تتحلى به وتعمل به فالله تعالى وصف الأمة بأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وقدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أصلهما وهو الإيمان: تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ لأن الإيمان شرط لصحة هذه الأعمال، فلا يصح أن يأمر إلا وهو مؤمن ولا ينهى إلا وهو مؤمن.
فعرفنا بذلك أن هذا وصف هذه الأمة جميعا، وإذا تعين هذا العمل على فرقة من الناس كان عليهم فرض عين وعلى البقية فرض كفاية الذين عينوا وهيئوا لذلك يصبح عليهم فرض من فروض الآيات كالصلاة والصيام، ويكون لهم المراد بقول الله تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ أمة يعني طائفة وجماعة يحصل بهم الكفاية أمرهم بأن يدعوا إلى الخير وهو كل ما يحبه الله ويرضاه يدعون إلى الإسلام ويدعون إلى الدين ويدعون إلى العبادات ويدعون إلى ترك المحرمات.

line-bottom